>
مالذي ابكى الرسول
>قبل أن تبدأ القراءة ارجوك تقطع اتصالك بكل الناس عشر دقائق فقط ،
>واقرأ بتمعّن و رويّة .أسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بما
>نقرأ .
>روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى
>الله
>عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له
>النبي
>صلى الله عليه وسلم: (( مالي أراك متغير اللون )) فقال: يا محمد
>جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا
> >>>ينبغي
>لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب
>الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
>
>فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل صِف لي جهنم ))
>
>قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة
>فاحْمَرّت،
>ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت،
>ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت،
>فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ
>لهبها ولا جمرها .
>والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل
>الدنيا عن
>آخرهم من حرّها .
>
>والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين
> >>>السماء
>و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما
>يجدون من حرها .
>
>والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها
>الله
>تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة .
>
>والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق
>الذي
>بالمشرق من شدة عذابها .
>
>حرّها شديد ، و قعرها بعيد ، و حليها حديد ، و شرابها الحميم و
>الصديد
>، و ثيابها مقطعات النيران ، لها سبعة أبواب، لكل
>باب منهم جزءٌ
>مقسومٌ من الرجال والنساء .
>
>
>فقال صلى الله عليه وسلم: (( أهي كأبوابنا هذه ؟! ))
>
>قال: لا ، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب
>مسيرة
>سبعين سنة، كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين
>ضعفاً ،
>يُساق
>أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية
>بالأغلال
>و السلاسل، فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه ، وتُغَلّ يده
>اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين
>كتفيه
>، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة ، ويُسحَبُ
>على
>وجهه ، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا
>منها
>من غم أُعيدوا فيها .
>
>فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ سكّان هذه الأبواب ؟! ))
>
>فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون،
>ومَن كفر مِن أصحاب المائدة،
>وآل فرعون ، و اسمها الهاوية .
>
>و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم .
>
>و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر .
>
>و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ ، و المجوس ، و اسمه
>لَظَى .
>
>و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة .
>
>و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز ، ثم أمسكَ جبريلُ
>حياءً من
>رسول
>الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له عليه السلام: ((ألا
>تخبرني من
>سكان الباب السابع ؟ ))
>
>فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا . فخَرّ
>النبي
>صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه
>حتى
>أفاق، فلما أفاق قال عليه الصلاة و السلام: (( يا جبريل عَظُمَتْ
>مصيبتي
>، و اشتدّ حزني ، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي النار ؟؟؟ ))
>
>قال: نعم ، أهل الكبائر من أمتك .
>
>ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل .
>
>
>و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس ،
>فكان لا
>يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة
>يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى .
>
>
>فلما كان اليوم الثالث ، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف
>بالباب و
>قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟
>فلم
>يُجبه أحد فتنحّى باكياً. .
>
>
>فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال: السلام
>عليكم يا أهل
>بيت
>الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي. .
>
>
>فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف
>بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت
>الرحمة، هل إلى مولاي رسول الله من سبيل ؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع
>مرة،
>ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا
>ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان علي رضي الله عنه
>غائباً ،
>فقال: يا ابنة رسول الله ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
>احتجب
>عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم أحداً و لا يأذن
>لأحدٍ في
>الدخول .
>
>فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله
>صلى
>الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت : يا رسول الله أنا فاطمة ، ورسول
>الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه و قال: (( ما بال قرة عيني فاطمة
>حُجِبَت
>عني ؟ افتحوا لها الباب ))
>
>
>ففتح لها الباب فدخلت ، فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه
>وسلم
>بكت بكاءً شديداً لما رأت
>من حاله مُصفرّاً
>متغيراً قد ذاب لحم وجهه
>من البكاء و الحزن ، فقالت: يا رسول الله ما الذي نزل عليك ؟!
>
>
>فقال: (( يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم ، و أخبرني أن
>في
>أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي ، فذلك الذي أبكاني و أحزنني ))
>
>
>قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها ؟!
>
>
>قال: (( بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ، و لا تَسْوَدّ وجوههم ،
>و لا
>تَزْرَقّ أعينهم ، و لا يُخْتَم على أفواههم ، و لا يقرّنون مع
>الشياطين ، و لا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال ))
>
>
>قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة ؟!
>
>
>قال: (( أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب و النواصي ..
>فكم
>من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي: واشَيْبتاه
>واضعفاه
>، و كم من شاب قد قُبض على لحيته ، يُساق إلى النار
>وهو ينادي:
>واشباباه واحُسن صورتاه ، و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على
>ناصيتها
>تُقاد إلى النار و هي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه
>، حتى يُنتهى
>بهم
>إلى مالك ، فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء ؟ فما ورد
>عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء ، لم تَسْوَدّ وجوههم ولم
>تَزرقّ أعينهم و لم يُختَم على أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين
>و
>لم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم !!
>
>
>فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة ..
>
>
>فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم ؟!
>
>
>وروي في خبر آخر : أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا : وامحمداه ،
>فلما
>رأوا مالكاً نسوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من هيبته ، فيقول
>لهم :
>من أنتم؟ فيقولون: نحن ممن أُنزل علينا القرآن،ونحن ممن يصوم
>رمضان .
>فيقول
>لهم مالك: ما أُنزل القرآن إلا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم
>، فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا : نحن من أمة محمد صلى الله عليه
>وسلم .
>
>
>فيقول لهم مالك : أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله
>تعالى ..
>فإذا وقف بهم على شفير جهنم، ونظروا إلى النار
>وإلى الزبانية
>قالوا:
>يا مالك ائذن لنا نبكي على أنفسنا ، فيأذن لهم ، فيبكون الدموع
>حتى لم
>يبق لهم دموع ، فيبكون الدم ، فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو
>كان
>في الدنيا، فلو كان في الدنيا من خشية الله ما مسّتكم النار اليوم
>..
>
>
>فيقول مالك للزبانية : ألقوهم .. ألقوهم في النار
>
>
>فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم : لا إله إلا الله ، فترجع
>النار
>عنهم ، فيقول مالك: يا نار خذيهم، فتقول : كيف آخذهم و هم يقولون
>لا
>إله إلا الله؟ فيقول مالك: نعم، بذلك أمر رب العرش، فتأخذهم ،
>فمنهم
>
>من تأخذه إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه
>إلى
>حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا أهوت النار إلى وجهه قال
>مالك:
>لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا، و لا تحرقي
>قلوبهم
>فلطالما عطشوا في شهر رمضان .. فيبقون ما شاء الله فيها ،
>ويقولون: يا
>أرحم الراحمين يا حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله تعالى حكمه قال:
>
>يا
>جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول:
>اللهم
>أنت أعلم بهم . فيقول انطلق فانظر ما حالهم .
>
>
>فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من نار في وسط
>جهنم،
>فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له ، فيقول له
>يا
>جبريل : ماأدخلك هذا الموضع ؟ فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة
>العاصية من
>أمة محمد ؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم،قد أُحرِقَت
>أجسامهم، و أُكِلَت لحومهم،
>وبقِيَت وجوههم و قلوبهم يتلألأ فيها
>الإيمان .
>
>
>فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم . قال فيأمر مالك
>الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حُسن
>خَلقه،
>علموا أنه ليس من ملائكة العذاب فيقولون : من هذا العبد الذي لم نر
>أحداً قط أحسن منه ؟ فيقول مالك : هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي
>محمداً صلى الله عليه وسلم بالوحي ، فإذا سمعوا ذِكْر محمد صلى
>الله
>عليه وسلم صاحوا بأجمعهم: يا جبريل أقرئ
>محمداً صلى الله عليه
>وسلم
>منا السلام، وأخبره أن معاصينا فرّقت بيننا وبينك، وأخبره بسوء
>حالنا
>.
>
>
>فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى ، فيقول الله تعالى:
>كيف
>رأيت أمة محمد؟ فيقول: يارب ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم .
>
>
>فيقول: هل سألوك شيئاً ؟ فيقول: يا رب نعم، سألوني أن أُقرئ
>نبيّهم
>
>منهم السلام و أُخبره بسوء حالهم . فيقول الله تعالى : انطلق
>فأخبره
>..
>
>
>فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درّة
>بيضاء
>لها أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان من ذهب ، فيقول: يا محمد . .
>قد
>جئتك من عند العصابة العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار ،
>وهم
>يُقرِئُونك السلام ويقولون ما أسوأ حالنا، وأضيق مكاننا .
>
>فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني
>على
>الله تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد مثله ..
>
>فيقول الله تعالى : ارفع رأسك ، و سَلْ تُعْطَ ، و اشفع تُشفّع
>.
>
>
>فيقول: (( يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم حكمك وانتقمت
>منهم،
>فشفّعني فيهم ))
>
>
>فيقول الله تعالى : قد شفّعتك فيهم ، فَأْتِ النار فأخرِج منها
>من قال
>لا إله إلا الله . فينطلق النبي صلىالله عليه وسلم فإذا نظر مالك
>النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً له فيقول : (( يا مالك ما
>حال
>أمتي الأشقياء ؟! ))
>
>
>فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم . فيقول محمد صلى الله عليه
>وسلم
>: (( افتح الباب و ارفع الطبق )) ، فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد
>صلى
>الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم فيقولون: يا محمد ، أَحْرَقت النار
>جلودنا و أحرقت أكبادنا، فيُخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد
>أكلتهم
>النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان ، فيغتسلون
>منه
>فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً مُرْدَاً مُكحّلين و كأنّ وجوههم مثل
>القمر ، مكتوب على جباههم "الجهنّميون عتقاء الرحمن من النار" ،
>فيدخلون الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد
>أُخرجوا منها
>قالوا
>: يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار، وهو قوله
>تعالى :
>
>{ رُبّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْ
>مُسْلِمِينَ }
>[ الحجر:2 ]
>
>
>*و عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( اذكروا من النار ما
>شئتم،
>فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه ))
>
>* و قال: (( إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في رجليه نعلان
>من
>نار ، يغلي منهما دماغه، كأنه مرجل، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، و
>أشفاره لهب النيران، و تخرج أحشاء بطنه من قدميه ، و إنه لَيَرى
>أنه
>أشد أهل النار عذاباً، و إنه مِن أهون أهل النار عذاباً ))
>
>
>وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية : } وَ إِنَّ جَهَنّمَ
>لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ { [ الحجر:43 ] ، وضع سلمان يده على
>رأسه
>و خرج هارباً ثلاثة أيام ، لا يُقدر عليه حتى جيء به .
>
>اللهم أَجِرْنَا من النار ..
>اللهم أجرنا من النار . اللهم أجرنا من
>النار .
>
>اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة
>من النار . اللهم أجر قارئها من
>النار .
>
>
>اللهم أجر مرسلها من النار . اللهم أجرنا والمسلمين من النار .
>
>
>آمين . آمين .. آمين
>
*** لا تنسونا بالدعاء***
مالذي ابكى الرسول
>قبل أن تبدأ القراءة ارجوك تقطع اتصالك بكل الناس عشر دقائق فقط ،
>واقرأ بتمعّن و رويّة .أسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بما
>نقرأ .
>روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى
>الله
>عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له
>النبي
>صلى الله عليه وسلم: (( مالي أراك متغير اللون )) فقال: يا محمد
>جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا
> >>>ينبغي
>لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب
>الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
>
>فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل صِف لي جهنم ))
>
>قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة
>فاحْمَرّت،
>ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت،
>ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت،
>فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ
>لهبها ولا جمرها .
>والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل
>الدنيا عن
>آخرهم من حرّها .
>
>والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين
> >>>السماء
>و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما
>يجدون من حرها .
>
>والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها
>الله
>تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة .
>
>والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق
>الذي
>بالمشرق من شدة عذابها .
>
>حرّها شديد ، و قعرها بعيد ، و حليها حديد ، و شرابها الحميم و
>الصديد
>، و ثيابها مقطعات النيران ، لها سبعة أبواب، لكل
>باب منهم جزءٌ
>مقسومٌ من الرجال والنساء .
>
>
>فقال صلى الله عليه وسلم: (( أهي كأبوابنا هذه ؟! ))
>
>قال: لا ، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب
>مسيرة
>سبعين سنة، كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين
>ضعفاً ،
>يُساق
>أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية
>بالأغلال
>و السلاسل، فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه ، وتُغَلّ يده
>اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين
>كتفيه
>، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة ، ويُسحَبُ
>على
>وجهه ، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا
>منها
>من غم أُعيدوا فيها .
>
>فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ سكّان هذه الأبواب ؟! ))
>
>فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون،
>ومَن كفر مِن أصحاب المائدة،
>وآل فرعون ، و اسمها الهاوية .
>
>و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم .
>
>و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر .
>
>و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ ، و المجوس ، و اسمه
>لَظَى .
>
>و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة .
>
>و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز ، ثم أمسكَ جبريلُ
>حياءً من
>رسول
>الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له عليه السلام: ((ألا
>تخبرني من
>سكان الباب السابع ؟ ))
>
>فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا . فخَرّ
>النبي
>صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه
>حتى
>أفاق، فلما أفاق قال عليه الصلاة و السلام: (( يا جبريل عَظُمَتْ
>مصيبتي
>، و اشتدّ حزني ، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي النار ؟؟؟ ))
>
>قال: نعم ، أهل الكبائر من أمتك .
>
>ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل .
>
>
>و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس ،
>فكان لا
>يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة
>يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى .
>
>
>فلما كان اليوم الثالث ، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف
>بالباب و
>قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟
>فلم
>يُجبه أحد فتنحّى باكياً. .
>
>
>فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال: السلام
>عليكم يا أهل
>بيت
>الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي. .
>
>
>فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف
>بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت
>الرحمة، هل إلى مولاي رسول الله من سبيل ؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع
>مرة،
>ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا
>ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان علي رضي الله عنه
>غائباً ،
>فقال: يا ابنة رسول الله ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
>احتجب
>عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم أحداً و لا يأذن
>لأحدٍ في
>الدخول .
>
>فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله
>صلى
>الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت : يا رسول الله أنا فاطمة ، ورسول
>الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه و قال: (( ما بال قرة عيني فاطمة
>حُجِبَت
>عني ؟ افتحوا لها الباب ))
>
>
>ففتح لها الباب فدخلت ، فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه
>وسلم
>بكت بكاءً شديداً لما رأت
>من حاله مُصفرّاً
>متغيراً قد ذاب لحم وجهه
>من البكاء و الحزن ، فقالت: يا رسول الله ما الذي نزل عليك ؟!
>
>
>فقال: (( يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم ، و أخبرني أن
>في
>أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي ، فذلك الذي أبكاني و أحزنني ))
>
>
>قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها ؟!
>
>
>قال: (( بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ، و لا تَسْوَدّ وجوههم ،
>و لا
>تَزْرَقّ أعينهم ، و لا يُخْتَم على أفواههم ، و لا يقرّنون مع
>الشياطين ، و لا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال ))
>
>
>قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة ؟!
>
>
>قال: (( أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب و النواصي ..
>فكم
>من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي: واشَيْبتاه
>واضعفاه
>، و كم من شاب قد قُبض على لحيته ، يُساق إلى النار
>وهو ينادي:
>واشباباه واحُسن صورتاه ، و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على
>ناصيتها
>تُقاد إلى النار و هي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه
>، حتى يُنتهى
>بهم
>إلى مالك ، فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء ؟ فما ورد
>عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء ، لم تَسْوَدّ وجوههم ولم
>تَزرقّ أعينهم و لم يُختَم على أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين
>و
>لم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم !!
>
>
>فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة ..
>
>
>فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم ؟!
>
>
>وروي في خبر آخر : أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا : وامحمداه ،
>فلما
>رأوا مالكاً نسوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من هيبته ، فيقول
>لهم :
>من أنتم؟ فيقولون: نحن ممن أُنزل علينا القرآن،ونحن ممن يصوم
>رمضان .
>فيقول
>لهم مالك: ما أُنزل القرآن إلا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم
>، فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا : نحن من أمة محمد صلى الله عليه
>وسلم .
>
>
>فيقول لهم مالك : أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله
>تعالى ..
>فإذا وقف بهم على شفير جهنم، ونظروا إلى النار
>وإلى الزبانية
>قالوا:
>يا مالك ائذن لنا نبكي على أنفسنا ، فيأذن لهم ، فيبكون الدموع
>حتى لم
>يبق لهم دموع ، فيبكون الدم ، فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو
>كان
>في الدنيا، فلو كان في الدنيا من خشية الله ما مسّتكم النار اليوم
>..
>
>
>فيقول مالك للزبانية : ألقوهم .. ألقوهم في النار
>
>
>فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم : لا إله إلا الله ، فترجع
>النار
>عنهم ، فيقول مالك: يا نار خذيهم، فتقول : كيف آخذهم و هم يقولون
>لا
>إله إلا الله؟ فيقول مالك: نعم، بذلك أمر رب العرش، فتأخذهم ،
>فمنهم
>
>من تأخذه إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه
>إلى
>حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا أهوت النار إلى وجهه قال
>مالك:
>لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا، و لا تحرقي
>قلوبهم
>فلطالما عطشوا في شهر رمضان .. فيبقون ما شاء الله فيها ،
>ويقولون: يا
>أرحم الراحمين يا حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله تعالى حكمه قال:
>
>يا
>جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول:
>اللهم
>أنت أعلم بهم . فيقول انطلق فانظر ما حالهم .
>
>
>فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من نار في وسط
>جهنم،
>فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له ، فيقول له
>يا
>جبريل : ماأدخلك هذا الموضع ؟ فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة
>العاصية من
>أمة محمد ؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم،قد أُحرِقَت
>أجسامهم، و أُكِلَت لحومهم،
>وبقِيَت وجوههم و قلوبهم يتلألأ فيها
>الإيمان .
>
>
>فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم . قال فيأمر مالك
>الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حُسن
>خَلقه،
>علموا أنه ليس من ملائكة العذاب فيقولون : من هذا العبد الذي لم نر
>أحداً قط أحسن منه ؟ فيقول مالك : هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي
>محمداً صلى الله عليه وسلم بالوحي ، فإذا سمعوا ذِكْر محمد صلى
>الله
>عليه وسلم صاحوا بأجمعهم: يا جبريل أقرئ
>محمداً صلى الله عليه
>وسلم
>منا السلام، وأخبره أن معاصينا فرّقت بيننا وبينك، وأخبره بسوء
>حالنا
>.
>
>
>فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى ، فيقول الله تعالى:
>كيف
>رأيت أمة محمد؟ فيقول: يارب ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم .
>
>
>فيقول: هل سألوك شيئاً ؟ فيقول: يا رب نعم، سألوني أن أُقرئ
>نبيّهم
>
>منهم السلام و أُخبره بسوء حالهم . فيقول الله تعالى : انطلق
>فأخبره
>..
>
>
>فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درّة
>بيضاء
>لها أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان من ذهب ، فيقول: يا محمد . .
>قد
>جئتك من عند العصابة العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار ،
>وهم
>يُقرِئُونك السلام ويقولون ما أسوأ حالنا، وأضيق مكاننا .
>
>فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني
>على
>الله تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد مثله ..
>
>فيقول الله تعالى : ارفع رأسك ، و سَلْ تُعْطَ ، و اشفع تُشفّع
>.
>
>
>فيقول: (( يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم حكمك وانتقمت
>منهم،
>فشفّعني فيهم ))
>
>
>فيقول الله تعالى : قد شفّعتك فيهم ، فَأْتِ النار فأخرِج منها
>من قال
>لا إله إلا الله . فينطلق النبي صلىالله عليه وسلم فإذا نظر مالك
>النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً له فيقول : (( يا مالك ما
>حال
>أمتي الأشقياء ؟! ))
>
>
>فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم . فيقول محمد صلى الله عليه
>وسلم
>: (( افتح الباب و ارفع الطبق )) ، فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد
>صلى
>الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم فيقولون: يا محمد ، أَحْرَقت النار
>جلودنا و أحرقت أكبادنا، فيُخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد
>أكلتهم
>النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان ، فيغتسلون
>منه
>فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً مُرْدَاً مُكحّلين و كأنّ وجوههم مثل
>القمر ، مكتوب على جباههم "الجهنّميون عتقاء الرحمن من النار" ،
>فيدخلون الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد
>أُخرجوا منها
>قالوا
>: يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار، وهو قوله
>تعالى :
>
>{ رُبّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْ
>مُسْلِمِينَ }
>[ الحجر:2 ]
>
>
>*و عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( اذكروا من النار ما
>شئتم،
>فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه ))
>
>* و قال: (( إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في رجليه نعلان
>من
>نار ، يغلي منهما دماغه، كأنه مرجل، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، و
>أشفاره لهب النيران، و تخرج أحشاء بطنه من قدميه ، و إنه لَيَرى
>أنه
>أشد أهل النار عذاباً، و إنه مِن أهون أهل النار عذاباً ))
>
>
>وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية : } وَ إِنَّ جَهَنّمَ
>لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ { [ الحجر:43 ] ، وضع سلمان يده على
>رأسه
>و خرج هارباً ثلاثة أيام ، لا يُقدر عليه حتى جيء به .
>
>اللهم أَجِرْنَا من النار ..
>اللهم أجرنا من النار . اللهم أجرنا من
>النار .
>
>اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة
>من النار . اللهم أجر قارئها من
>النار .
>
>
>اللهم أجر مرسلها من النار . اللهم أجرنا والمسلمين من النار .
>
>
>آمين . آمين .. آمين
>
*** لا تنسونا بالدعاء***